السبب الذي جعل حريق هونج كونج الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية
قال خبراء في سلامة الحرائق إن المواد شديدة الاشتعال المستخدمة في السقالات غذت الحريق الهائل الذي اجتاح مبان شاهقة متعددة في هونغ كونغ وأسفر عن مقتل العشرات
وأسفر الحريق عن مقتل 44 شخصا على الأقل، بينما ما يزال 280 آخرين في عداد المفقودين. وما تزال عمليات الإخماد مستمرة بسبب الرياح التي تزيد اللهب اشتعالا
ويأتي هذا الحريق في منطقة تاي بو الشمالية المكتظة سكانيا، والتي تضم ثمانية أبراج سكنية يسكنها أكثر من 4600 شخص.
وقال الخبراء إن السبب الرئيسي لهذا الحريق المدمر الذي يعد الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، يعود إلى استخدام سقالات من الخيزران والبلاستيك شديدة الاشتعال.
وأوضح الخبراء أن السقالات الخيزرانية، عندما تكون مغطاة بالبلاستيك، تشكل "مدخنة" تساعد على انتشار النيران بسرعة.
فبحسب أنور عرابي من جامعة كوينزلاند، قامت هذه السقالات بدور مزدوج في الكارثة، فقد عملت مثل "طريق سريع" ساعدت النار على الصعود بسرعة بين الأدوار، وفي الوقت نفسه شكلت ما يشبه "عشا" احتجز شرر النار وساعد على تفاقم الاشتعال.
ويضيف إحسان نوروزينجاد من جامعة ويسترن سيدني تفسيرا أدق، مشيرا إلى أن الخيزران الجاف يشكل وقودا متصلا، وعند تغليفه بالبلاستيك فإنه يتحول إلى "مدخنة" فعالة تزيد تدفق الهواء وتسرع انتشار اللهب.
وفي مواجهة هذه الكارثة، يطرح الخبراء حلا عمليا يتمثل في استبدال سقالات الخيزران بالسقالات المعدنية. ويؤكد البروفيسور جوان ييو من جامعة نيو ساوث ويلز أن هذا الحل متاح وقادر على تقليل المخاطر بشكل كبير، داعيا في الوقت نفسه إلى التخلي عن هذه الممارسات القديمة وفرض قوانين بناء صارمة تمنع استخدام السقالات الخشبية شديدة الاشتعال.
وبعد الحريق، قامت الشرطة باعتقال ثلاثة مسؤولين في شركة بناء للاشتباه في ارتكابهم جرم القتل غير العمد نتيجة الإهمال
