السبت 4 أكتوبر 2025 03:25 مـ 11 ربيع آخر 1447 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

مظهر شاهين يفتح النار على ابراهيم عيسى..كف عن المتاجرة بالذاكرة الوطنية

السبت 4 أكتوبر 2025 10:10 صـ 11 ربيع آخر 1447 هـ
مظهر شاهين يفتح النار على ابراهيم عيسى..كف عن المتاجرة بالذاكرة الوطنية

د. مظهر شاهين يرد على إبراهيم عيسى وجاء كالاتى:

إبراهيم عيسى – كعادته – يحاول أن يعبث بذاكرة المصريين، فيسقط جرائم المحتل الصهيوني من حساباته، ويضعها في كفة مساوية لحوادث داخلية مهما كانت فداحتها. وهذا ليس مجرد خطأ في التقدير، بل جريمة في حق الوعي الوطني والتاريخ.

الشعب المصري لم ينسَ ولن ينسى دنشواي، تلك الحادثة التي فجّرت الغضب الوطني وأيقظت الوعي الجمعي ضد الاحتلال الإنجليزي. لم ننسَ كيف أُهين الفلاح المصري البسيط، وكيف حُكم بالإعدام والجلد والنفي على رجال عُزّل فقط لأنهم دافعوا عن كرامتهم وأرضهم. ودنشواي ليست مجرد حادثة في سجل الاستعمار، بل صارت رمزًا خالدًا في ضمير الأمة، وأيقونة لرفض الذل والخنوع.

ولم ينسَ المصريون بحر البقر، حين قصفت طائرات العدو الصهيوني مدرسة ابتدائية فمزقت أجساد أطفال أبرياء كانوا يحملون الكراسات لا البنادق. تلك الدماء الزكية لا يمكن أن تُمحى من تاريخنا، ولا يمكن أن تُقارن بأي شأن داخلي. فهذه جريمة حرب مكتملة الأركان، ارتكبها عدو خارجي غادر، وستظل وصمة عار تلاحق الاحتلال أمام العالم كله.

الفرق يا إبراهيم عيسى أن جرائم الاحتلال ليست “أحداثًا عابرة” ولا “ملفات سياسية داخلية” تُطوى مع الزمن، وإنما هي جرائم ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم ولا تنسى بمرور السنين. ومن يحاول أن يُهوّن منها أو يُسقطها من الذاكرة بحجة الانشغال بقضايا داخلية، إنما يشارك – بقصد أو بغير قصد – في جريمة طمس وعي الأمة وتزييف أولوياتها.

المصريون لا ينسون دنشواي، ولا ينسون بحر البقر، ولا ينسون شهداء الجيش والشرطة الذين سالت دماؤهم دفاعًا عن الوطن. نحن شعب حيّ يحفظ تاريخه جيدًا، ويعرف عدوه الحقيقي، ولن يسمح لكائنٍ من كان أن يُسوّي بين الاحتلال الغاصب وبين قضايا داخلية تُحاسَب في سياقها الوطني.

فكفّ عن المتاجرة بالذاكرة الوطنية، وتذكّر أن الشعوب الحيّة تبني مستقبلها بذاكرة صلبة، لا بذاكرة مثقوبة.

موضوعات متعلقة