”نتنياهو يرتكب أفدح خطأ بحق مصر”.. كاتب إسرائيلي يوجه تحذيرا لإسرائيل

شن الكاتب الإسرائيلي البارز والمحلل السياسي تسيفي برائيل، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهما إياه بتمديد الحرب في غزة لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب على حساب مصر.
واعتبر الكاتب أن نتنياهو تورط في تصعيد غير مبرر ضد مصر مشيرا إلى أنه "أحد أخطر الأخطاء الاستراتيجية" في تاريخ العلاقات الإسرائيلية العربية.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" – التي تعد من أبرز الصحف الإسرائيلية اليسارية ومنتقدي سياسات نتنياهو – تحت عنوان: "بينما يطيل نتنياهو أمد الحرب، ابتكر ساحة صراع جديدة مع مصر"، قال برائيل إن القاهرة تنظر إلى تلميحات نتنياهو حول فتح معبر رفح لخروج سكان غزة على أنها "إعلان حرب"، وتعتبر ما يروج له من "هجرة طوعية" تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
أوضح برائيل أن مصر ليست مجرد دولة مجاورة، بل شريك استراتيجي رئيسي لإسرائيل، حيث حافظت على التزامها باتفاقية السلام منذ 47 عاماً، وعملت كـوسيط حاسم في التهدئة، وفتح المعابر، وتقديم المساعدات الإنسانية، بل وظلت الجهة الوحيدة التي لم تغلق معبر رفح من الجانب المصري منذ بدء الأزمة.
وأضاف: "بينما يمتنع نتنياهو عن وصف قطر بالدولة المعادية، يختار أن يخلق جوّاً من التوتر مع الدولة الوحيدة التي تُثبت ولاءها للسلام، ويُحوّل مصر من حليف إلى خصم في خطابه".
وأشار برائيل إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، خصوصًا في مقابلته مع قناة "أبو علي إكسبريس" على تليغرام، تعد أعلى درجات اللامبالاة بالعواقب، حيث زعم أن نصف سكان غزة يرغبون في مغادرتها، واتهم من يعارضون التهجير بأنهم "يفقدون مبادئ حقوق الإنسان" عندما لا يخدم ذلك مصلحة إسرائيل.
واعتبر أن هذا الخطاب لا يبرر فقط تهجير مليوني فلسطيني، بل يحوّل جريمة حرب واضحة إلى "حق إنساني في المغادرة"، في تزوير خطير للواقع والقانون الدولي.
ولفت الكاتب إلى أن مصر ترفض بشكل قاطع أن تكون بوابة تهجير الفلسطينيين، وتُصرّ على أن منع التهجير هو خط أحمر، لأن استقبال مليوني لاجئ من غزة يُشكّل تهديداً وجودياً لاستقرارها الداخلي، ويُعيد تشكيل التركيبة السكانية والاقتصادية في سيناء.
وقال برائيل: "نتنياهو يدرك هذا تمامًا، لكنه يستخدم مصر ككبش فداء لتجنّب المسؤولية عن تدمير غزة، ويُحمّلها وزر سياساته الفاشلة".
جاء مقال برائيل متماشيًا مع الافتتاحية الصادرة من "هآرتس" في اليوم السابق، والتي حملت عنوانًا صارخًا: "نتنياهو يقوض السلام مع مصر".
وأكدت الصحيفة أن الخطاب العدائي من نتنياهو تجاه مصر يُهدد بتفتيت أحد أهم إنجازات السياسة الخارجية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن اتفاقية السلام مع مصر عام 1979 كانت أول اعتراف عربي بإسرائيل، وفتحت الباب لاحقًا لاتفاقيات أوسلو، واتفاقيات أبراهام.
وأضافت: "لا حدود لسخريته من مصر، بينما يستخدم خطابًا استفزازيًا باسم 'الإرادة الحرة'، في محاولة لتبرير سياسة تهجير جماعي، بينما يُطلق العنان لتصريحات تشعل التوتر مع الدولة العربية الأولى التي وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل".
وحذر برائيل من أن استمرار نتنياهو في هذا المسار سيُفقد إسرائيل أحد أهم شركائها الإقليميين، وسيُشجّع على إعادة تقييم العلاقات المصرية مع واشنطن والعالم العربي.
وتساءل: "هل يستحق بقاء نتنياهو في الحكم أن تُهدد أقدم اتفاقية سلام لإسرائيل؟ هل يُمكن لدولة صغيرة مثل إسرائيل أن تتحمل فقدان مصر كحليف؟"
ودعا إلى إنهاء الحرب في غزة، والعودة إلى الحلول الدبلوماسية، واحترام القانون الدولي، بدلًا من "الهروب إلى الأمام" عبر خلق أعداء جدد.