لخطابه العدائي اتجاه مصر .. هجوم إسرائيلي على نتنياهو

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية افتتاحيتها اليوم بعنوان لاذع: "نتنياهو يقوض السلام مع مصر"، شنت خلالها هجوما حادا على رئيس الوزراء الإسرائيلي.
واتهمت نتنياهو بانتهاج خطاب عدائي تجاه مصر، يهدد بتفتيت واحدة من أهم إنجازات السياسة الخارجية الإسرائيلية: اتفاقية السلام الموقعة عام 1979.
واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو "لا حدود لسخريته من مصر"، مشيرة إلى أنه بات يستخدم خطابًا استفزازيًا باسم "الإرادة الحرة" لسكان قطاع غزة، في محاولة لتبرير سياسة التهجير الجماعي، بينما يطلق العنان لتصريحات استفزازية تشعل التوتر مع الدولة العربية الأولى التي وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل.
وأشارت "هآرتس" إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، خصوصًا خلال مقابلة مع قناة "أبو علي إكسبريس" على تليغرام، "حطمت أرقامًا قياسية في اللامبالاة"، حيث زعم أن نصف سكان غزة يرغبون في مغادرتها، واتهم "فرسان حقوق الإنسان" بالصمت عندما يخدم الأمر مصلحة إسرائيل.
وقال نتنياهو في المقابلة: "لماذا نجبرهم على البقاء؟ أين أنتم يا منادوا حقوق الإنسان؟ عندما يتعلق الأمر بحق أساسي كالهجرة، تختفون!"
ردت "هآرتس" بأن هذا الخطاب يحول جريمة حرب واضحة – وهي الترحيل القسري للسكان – إلى ما يسمى بـ"الحق الإنساني في المغادرة"، في تزوير فادح لمفاهيم حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأضافت: "نتنياهو يروج لتهجير مليوني إنسان، ثم يلقي خطبًا عن حقوق الإنسان على من يرفضون أن يصبحوا شركاء في هذه الجريمة".
وأكدت الصحيفة أن مصر رفضت بشكل قاطع أن تكون شريكًا في ما وصفته بـ"جريمة الترانزيت" التي ترتكبها إسرائيل، مشددة على أن استقبال مليوني لاجئ من غزة يُشكّل تهديدًا استراتيجيًا لأمنها القومي واستقرارها الداخلي.
وأشارت إلى أن مصر أوضحت مرارًا أن منع التهجير هو "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه، لكن نتنياهو ردّ باتهامها بـ"تفضيل سجن السكان الراغبين في المغادرة"، في تصعيد خطير يقيم العلاقات بين البلدين.
وأضافت "هآرتس" أن نتنياهو لم يكتف بالاستفزاز السياسي، بل ألمح إلى تأجيل صفقة الغاز الضخمة مع مصر، التي تُعدّ من أهم المشاريع الاقتصادية لإسرائيل، وستدرّ عليها عشرات المليارات من الدولارات على المدى الطويل، وتعزز الاعتماد المتبادل بين البلدين.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التهديد ليس فقط انتحاريًا اقتصاديًا، بل يعد تدميرًا ممنهجًا لعلاقات استراتيجية عمرها أكثر من أربعة عقود، متسائلة:
"ما الذي يدفع نتنياهو للقلق بشأن المستقبل؟ من يروّج للترانسفير (الترحيل) فقد حقه في أن يُعظّ شركاءه بمسؤولياتهم."
وأشارت "هآرتس" إلى أن انخراط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما وصفته بـ"وهم الترانسفير"، من خلال حديثه عن إقامة "ريفيرا أمريكية" في غزة واستخدام الجيش الإسرائيلي كـ"شركة أمنية"، لا يجعل من هذه الأفكار مشروعًا أخلاقيًا أو قانونيًا.
وأكدت أن ترويج هذه الخيالات لا يمكن أن يُبرر جريمة حرب، مهما كانت الأطراف التي تدعمها.
في ختام افتتاحيتها، حذرت "هآرتس" من أن إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل تدمير السلام مع مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث السكان، والتي مثّل السلام معها نقطة تحول استراتيجية، فتحت الباب لاحقًا أمام اتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين والمغرب.
وطالبت الصحيفة نتنياهو بـ:
وقف التصعيد مع مصر فورًا.
إنهاء الجبهات الحالية بدل اختراع جبهات جديدة.
التوقف عن الدعوة إلى حلول إجرامية مثل التهجير.
احترام القانون الدولي.
العمل على تعزيز الحلول الدبلوماسية.
السعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وليس إلى تصفية القضية الفلسطينية.