راندا فكرى: عبد الحليم غنى قارئة الفنجان وهو بيصرخ من وجعه والأغنية اصدق من كلام أحياناً

أثارت الإعلامية راندا فكري خلال تقديمها لأحدث حلقاتها قضية تأثير الأغنية على مشاعر الإنسان، وقدرتها على التعبير عما يعجز اللسان عن قوله، مشيرة إلى أن الأغنية قد تكون في كثير من الأحيان أبلغ من الكلام المباشر، وتحمل بداخلها رسائل خفية من الألم أو الحب أو الندم.
وأعادت "فكري" خلال تقديم برنامجها "الحياة انت وهي"، تسليط الضوء على واحدة من أكثر الأغنيات التي أثارت الجدل عند طرحها، وهي "قارئة الفنجان" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، قائلة: "زمان لما سمعنا عبدالحليم بيغني قارئة الفنجان، ناس كتير حسّوا إنها قصيدة رومانسية حزينة، لكن قليل اللي يعرف إن عبدالحليم نفسه مكنش بيحب يغنيها."
وأضافت: "لما عرضوا عليه الأغنية قال إنها فيها هجوم عليه، وفيها كسر لصورة الرجل، خاصة في مقاطع زي: «ستحب كثيرًا يا ولدي.. وتموت كثيرًا يا ولدي.. وستعشق كل نساء الأرض.. وترجع كالملك المغلوب»."
وأوضحت فكري أن عبدالحليم حافظ أصرّ على أداء الأغنية رغم كل شيء، لكنه غناها بإحساس من يصرخ لا من يغني، وكأنه ينقل مشاعر جيل بأكمله لا يجد وسيلة للتعبير سوى بالغناء، وقالت: "هو مش بس غنّاها، هو كان بيصرخ بيها، وبيوصل وجع ناس كتير مش قادرة تتكلم، لكنها لقت نفسها جوه أغنية."
واختتمت الإعلامية حديثها بأسئلة مؤثرة تطرح عمق تأثير الأغنية في الوجدان: "ليه الأغنية ممكن توصل لقلبنا أكتر من أي كلام مباشر؟ ليه أغنية واحدة ممكن تخلي حد يعيط، أو يبعت رسالة كان خايف يكتبها؟ وليه الرجالة أوقات كتير بيخبوا مشاعرهم في أغنية؟"، لتعد الجمهور بما وصفته بـ "نغمة غير أي نغمة" في الحلقة القادمة.
وتابعت أن الأغنية والكلمة الحلوة أو حتى بيت الشعر، باتت وسيلة مثالية للرجال الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بشكل مباشر، موضحة أن كثيرًا من الرجال يفضلون إيصال مشاعر الحب أو الاعتذار أو الندم من خلال كلمات مغنّاة، تلامس القلب دون أن تفرض عليهم حرج البوح: "الكلمة الحلوة بتوصل الإحساس بصدق، وتفتح باب للتواصل العاطفي من غير ما يتعرض الراجل للإحراج، والأغنية أحيانًا بتكون هي لسان حاله."