مظهر شاهين: الحديث عن الشيخ محمد متولي الشعراوي لا يمكن أن تكون مادة للتريند
د. مظهر شاهين يرد على منتقدى الشيخ محمد متولي الشعراوي:
فليخرس الباحثون عن الشهرة على حساب العلماء؛
فليس من حق الجهل أن يُقيِّم العلم، ولا من حق الأقزام أن يُحاكموا القمم.
الحديث عن الشيخ محمد متولي الشعراوي لا يمكن أن يكون رأيًا عابرًا، ولا مادةً للتريند، ولا فرصةً رخيصة لاصطياد الأضواء. نحن أمام عالمٍ شكَّل وجدان أجيال، وقرَّب القرآن إلى عقول الناس وقلوبهم، وجعل التفسير حيًّا نابضًا يمشي بين البشر، لا نصًا جامدًا مركونًا على الرفوف.
ومن أراد نقد عالمٍ بحجم الشعراوي، فليأتِ بعلمٍ يوازيه، أو مشروعٍ فكريٍّ يقف إلى جواره، لا بكلامٍ إنشائي، ولا باتهاماتٍ مرسلة من عيّنة: سطحية، تطرف، وهابية… وهي ألفاظ يلوكها من لا يملك فهمًا، ولا منهجًا، ولا أدوات تقييم.
فالشيخ الشعراوي لم يكن داعية كراهية، بل كان داعية وعي وبصيرة، ولم يكن يومًا مروّجًا للتطرف، بل كان صمّام أمان للعقل والدين.
والدليل أوضح من أن يُجادَل فيه: ما زال الناس يسمعونه، ويقرؤونه، وينتفعون بعلمه بعد أكثر من ربع قرن على رحيله، بينما سقطت عشرات الأسماء التي ملأت الشاشات ضجيجًا، ثم اختفت بلا أثر… كأنها لم تكن.
والفرق لا يحتاج شرحًا:
• العلماء يُخلَّدون بما قدّموا
• وطالبو الشهرة يُعرَفون بمن هاجموا
ومن كان مجهولًا قبل أن يتطاول على القامات، فسيظل مجهولًا بعدها؛ لأن الضوء لا يُستمد من سبِّ الشمس.
سيبقى الشعراوي قيمة علمية وتاريخية راسخة، أكبر من أن تنال منها حملة، وأبقى من أن تُشوَّه بتغريدة أو مداخلة عابرة.
وسيظل الشعراوي…
بينما يذهب الضجيج إلى العدم، حيث يليق به.












