السفارة البريطانية تصالح المصريين بعد أزمة الحواجز الأمنية.. ماذا فعلت؟

أكدت السفارة البريطانية في القاهرة على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في ضمان وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة حيث تمر الغالبية العظمى من تلك المساعدات عبر مصر.
جاء ذلك في منشور عبر الحساب الرسمي للسفارة البريطانية في مصر في أعقاب أزمة رفع السلطات المصرية للحواجز الأمنية من محيط السفارة بمنطقة جاردن سيتي في مدينة القاهرة، والتي تسببت في إعلان البعثة الدبلوماسية البريطانية غلق مقرها مؤقتا قبل أن تتراجع وتعلن فتحه من جديد.
وقالت السفارة البريطانية إن المملكة المتحدة تؤكد باستمرار أن الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة مروّعة، وأنها تدعوا الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود فورا وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى غزة.
وأوضحت السفارة أن "مصر لعبت مصر دورا حيويا في ضمان وصول المساعدات إلى غزة، حيث تمر الغالبية العظمى منها عبر مصر، بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة مصر والأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر المصري".
وأشارت إلى إعلان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن تخصيص مبلغ 15 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات ورعاية طبية لغزة والمنطقة المحيطة، بما في ذلك مصر.
وأعربت السفارة البريطانية عن امتنانها للحكومة المصرية وشركائها على الأرض على جهودهم المستمرة لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.
وتأتي هذه الخطوة بعد أزمة دبلوماسية قصيرة الأمد، حيث اعتبرت مصر إزالة الحواجز تطبيقًا لمبدأ "المعاملة بالمثل"، ردا على تقاعس السلطات البريطانية عن توفير الحماية الكافية للسفارة المصرية في لندن، التي شهدت احتجاجات من عناصر مطالبة بفتح معبر رفح، وتتهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقد لاقى قرار إزالة الحواجز ترحيبا شعبيا واسعا في مصر، حيث اعتبره نواب وإعلاميون، مثل مصطفى بكري وأحمد موسى، "تصحيحا لوضع استثنائي" أعاق حركة المواطنين في حي جاردن سيتي التاريخي.
وتتمتع مصر وبريطانيا بعلاقات دبلوماسية تاريخية، لكنها شهدت توترات متقطعة، خاصة في السنوات الأخيرة، بسبب قضايا مثل حماية البعثات الدبلوماسية ومواقف لندن من جماعة الإخوان المسلمين.
ومنذ عام 2014 وضعت مصر حواجز أمنية حول السفارة البريطانية في جاردن سيتي لأسباب أمنية، مما أدى إلى إغلاق شوارع مجاورة وإزعاج السكان المحليين، وقد أثار هذا الوضع انتقادات متكررة، حيث اعتبره البعض امتيازا غير مبرر للسفارة البريطانية مقارنة بالبعثات الدبلوماسية الأخرى.