الخميس 17 يوليو 2025 03:04 مـ 21 محرّم 1447 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

الخارجية الأمريكية تسرّح 1300 موظف بموجب خطة ترامب لترشيد الإنفاق

الخميس 17 يوليو 2025 12:49 مـ 21 محرّم 1447 هـ

بدأت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم تسريح أكثر من 1300 موظف بواقع 15% من كادرها، في إطار خطة الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة الوزارة وترشيد الإنفاق الحكومي

وشملت عمليات التسريح غير الطوعية 1107 موظفين من الخدمة المدنية و246 من السلك الدبلوماسي، بحسب إشعار وجّه إلى موظفي الوزارة صباح الجمعة وحصلت عليه شبكة CBS News

وقالت الوزارة إن العدد الإجمالي للموظفين الذين سيغادرون في إطار إعادة الهيكلة يقترب من 3000، ويشمل هذا الرقم أولئك الذين استفادوا من عرض المغادرة الطوعية المسمى "Fork in the Road" في وقت سابق من هذا العام.

كما تقوم الوزارة بإغلاق أو دمج العشرات من المكاتب الأمريكية، وستبدأ بإعادة تنظيم هيكلها الإداري بعد فترة وجيزة. وقد كانت عمليات التسريح، المعروفة باسم "خفض القوة العاملة" (Reduction-in-Force أو RIF)، متوقعة منذ شهور، حيث أرسل مخطط إعادة التنظيم إلى الكونغرس في مارس، ما شكل إشارة واضحة على نية التخفيضات. وتقول إدارة ترامب إن هذه الخطوة ضرورية لإزالة المكاتب المكررة وتركيز عمل الوزارة على مهامها الأساسية.

غير أن منتقدين حذروا من أن هذه التخفيضات قد تضعف عمل وزارة الخارجية. وقد وجه جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية رسالة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو يوم الجمعة، استنكروا فيها قرارات التسريح.

وجاء في الرسالة: "في وقت تتزايد فيه التحديات المعقدة والواسعة الانتشار التي تهدد الأمن القومي الأميركي، كان على هذه الإدارة أن تعزز سلكنا الدبلوماسي—وهو أداة لا يمكن استبدالها من أدوات القوة والقيادة الأميركية—لا أن تُضعفه". وأضافوا: "إجراءات RIF ستقوّض بشدة قدرة الوزارة على تحقيق مصالح السياسة الخارجية الأميركية، مما يعرض أمن أمتنا وقوتها وازدهارها للخطر".

وأفاد الإشعار الموجه للموظفين بأن موظفي السلك الدبلوماسي الذين تلقوا إشعارات RIF سيتم فصلهم خلال 120 يوماً، بينما سيُفصل موظفو الخدمة المدنية خلال 60 يوماً.

وتأتي هذه التسريحات المخطط لها منذ وقت طويل بعد أيام فقط من قرار المحكمة العليا الذي أزال العوائق القانونية أمام خطط الإدارة لخفض عدد الموظفين الفيدراليين، حيث جرى تعليق حكم محكمة أدنى كان قد أوقف خطط التسريح في عشرات الوكالات الفيدرالية.

وأبلغ الموظفون بخطط خفض القوة العاملة في رسالة وجهها نائب وزير الخارجية مايكل ريغاس عصر الخميس، شكر فيها الموظفين المغادرين على "تفانيهم وخدمتهم للولايات المتحدة".

وقال مصدران مطلعان إن إشعارات RIF بدأت تُرسل للموظفين المعنيين بشكل متدرج صباح الجمعة، وكانت الوزارة قد أخبرت الصحفيين بأنها تعتزم تنفيذ عمليات RIF خلال يوم واحد فقط.

وأُبلغ بعض الموظفين بأنه، نظراً لعملية RIF المرتقبة، لن يُسمح لهم بالعمل عن بُعد يوم الجمعة، وعليهم الحضور إلى مقار عملهم مصطحبين معهم جميع المعدات الصادرة عن الوزارة، بما في ذلك الحواسيب المحمولة، والهواتف، وجوازات السفر الدبلوماسية، وبطاقات السفر، وأي ممتلكات أخرى عائدة للوزارة. وأفاد بريد إلكتروني أُرسل للموظفين بأنه سيتم سحب شارات الدخول خلال إجراءات "الخروج من الخدمة"، وطلب منهم التأكد من جمع مقتنياتهم الشخصية قبل ذلك الموعد.

ولوحظت لافتات في بعض حمامات وزارة الخارجية يوم الجمعة، تحث الموظفين الباقين على "مقاومة الفاشية" و"تذكر القسم الذي أقسمته".

وقد طالت عمليات التسريح أقساما معنية بحقوق الإنسان واللاجئين

شملت عمليات خفض القوة العاملة العديد من الأقسام المقرر إلغاؤها أو تقليصها، من بينها أقسام تُعنى باللاجئين وحقوق الإنسان والمساعدات الخارجية.

وشملت التخفيضات ما يقارب جميع موظفي الخدمة المدنية في مكتب القبول التابع لمكتب السكان واللاجئين والهجرة، والذي يدير برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، بحسب مصدرَين مطّلعَين. وقد شكّلت هذه الخطوة مفاجأة للموظفين، نظراً إلى أن المكتب كان يدير برنامجاً لإعادة توطين الأفريكانرز من جنوب إفريقيا، وهو برنامج يحظى بالأولوية لدى البيت الأبيض.

كما تم الاستغناء عن كامل موظفي مكتب البرامج العالمية التابع لمكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وهو المكتب المعني بالمساعدات الخارجية. ويضم المكتب 391 منحة نشطة، وفقا لأحد المصادر. ولم يتلق الموظفون أي توضيح بشأن مصير هذه البرامج، إلا أن المصدر أشار إلى أن التمويل قد خُصّص له بالفعل بموجب تفويض من الكونغرس. كما أُلغي أيضاً مكتب الشؤون المتعددة الأطراف والعالمية التابع للمكتب نفسه.

وفي الوقت ذاته، تلقى جميع أعضاء فريق القيادة في مكتب "منسق جهود إعادة توطين الأفغان" إشعارات RIF، علما أن هذا المكتب أعاد توطين ما يقرب من 200 ألف من الحلفاء الأفغان وأفراد أسرهم منذ عام 2021، بحسب مجموعة AfghanEvac. وفي بيان صحفي، ذكرت المجموعة أن من بين المتأثرين بقرارات التسريح امرأة وضعت مولودها الأول بعد 12 ساعة فقط من تلقيها الإشعار.