سلسلة “صدى الحروف” للكاتب الإعلامي أحمد عبدالغني الثقفي: مشروع أدبي يُوقظ الذاكرة ويزرع الجمال في الروح

سلسلة “صدى الحروف” للكاتب الإعلامي أحمد عبدالغني الثقفي: مشروع أدبي يُوقظ الذاكرة ويزرع الجمال في الروح
اسماء - القاهرة
في زمنٍ تتسارع فيه الإيقاعات وتتراجع فيه مساحة التأمل، تطل سلسلة “صدى الحروف” كعمل أدبي استثنائي يقف بثبات في مواجهة العابر والمستهلك من الحكايات. الكاتب والإعلامي السعودي أحمد بن عبدالغني جعفر الثقفي، بما يحمله من تجربة أدبية ومهنية عميقة تمتد لأكثر من ربع قرن، أطلق مشروعه القصصي الضخم “صدى الحروف”، ليشكل بذلك علامة فارقة في مسار السرد العربي الحديث.
ما بين الحرف والقدر… تبدأ الحكاية
لا تبدأ “صدى الحروف” بجملة تقليدية، بل بجملة تشبه العتبة الأولى في كتاب الحياة:
“أهلًا بك في سلسلة صدى الحروف… هنا تبدأ اللعبة، وهنا فقط يتحوّل الحرف إلى قَدَر.”
هكذا يستقبل الكاتب قارئه، لا كمتفرّج، بل كشريك في لعبة النفس، والظل، والسؤال. فالسلسلة ليست مجرّد حكايات تُقرأ، بل هي حكايات تقرأ قارئها، تصفعه أحيانًا، وتحتضنه أحيانًا أخرى، لكنها دومًا تُوقظه من غفوته اليومية على أسطح الأجهزة.
ليس سردًا… بل رحلة داخل الحرف
في مقدمة السلسلة، يوضح الكاتب رؤيته بجلاء:
“ليست مجرد سرد روائي، بل رحلة إلى العوالم التي لا نعتقد أنها خيال، حتى نعيشها.”
فالكاتب، الذي تمرّس في الصحافة، وتربّى في حضن الفكر واللغة، لا يقدّم سردًا خفيفًا، بل يُمارس فعل الغوص، والتنقيب، والنبش داخل طبقات النفس. وبدلاً من أن يُخدر القارئ، يُوقظه بأسئلته، بأشباح ذاكرته، بشكوكه، ومرآته التي لا تُخفي ظله.
المرايا لا تعكس الوجوه فقط… بل أرواحنا الهاربة
يقول أحمد الثقفي في إحدى صفحات التمهيد:
“أردت له أن يُمسك بالكتاب كما يُمسك مرآة، لا يرى فيها وجهه فقط، بل ظلّه أيضًا.”
هي عبارة تلخّص جوهر المشروع: أن يواجه القارئ ذاته، ويغوص في شقوق ذاكرته، ويصغي لصوت داخلي كان يتجاهله طويلًا.
هذا المشروع الأدبي لا يزعم تقديم إجابات، بل يُعيد طرح الأسئلة. يوقظ في النفس تلك الأصداء المنسية التي لا تخرج إلا عندما تلامس الحروفُ جدران القلب.
احتفاء نقدي واسع من ملتقى الأدباء
في مشهدٍ يعكس مكانة هذا العمل الأدبي وأثره في الوسط الثقافي، تلقّت قصة “صدى الحروف” الأولى ضمن السلسلة إشادة أدبية خاصة من نخبة من الشخصيات الثقافية، وعلى رأسهم الأستاذ محمد الفيفي المدير التنفيذي لملتقى الأدباء، الذي عبّر عن امتنانه بالقول:
“الكلمة الطيبة تزرع في القلب، وتثمر في الروح.. لقد زرعت في قلوبنا بذور الفكر والجمال، ونتمنى أن تثمر هذه البذور في روحك.”
وأضاف:
“الكتاب هو المرآة التي تعكس روح الكاتب، وقد عكس هذا الكتاب روحك الجميلة.”
كما ثمّنت الأستاذة كواكب النجار، المدير العام للملتقى، الجهد الأدبي المبذول، قائلة:
“القصة كانت رحلة جميلة في عالم الكلمات والحروف، حيث تتشابك الأفكار والروح الأدبية، وتحمل رسائل جميلة حول الأدب والفكر.”
هذا التقدير من جهات أدبية مرموقة يؤكد أن “صدى الحروف” لم يكن نصًا عابرًا، بل طيفًا دخل وجدان المشهد الثقافي، وترك فيه أثرًا لا يُمحى بسهولة.
أدبٌ يعيد تعريف الحكاية
السلسلة تمزج بين السرد الفلسفي، والرعب النفسي، والخيال التأملي، وتطرح قضايا وجودية بأسلوب أدبي جذاب يخاطب جيلًا يبحث عن العمق وسط ضجيج السرعة. ويبدو أن أحمد الثقفي قد نجح في خلق تيار سردي جديد يضع الكلمة في مركز الحدث، لا كوسيلة وصف، بل كأداة مقاومة، تأمل، ونجاة.
يُعرّف الثقفي مشروعه بعبارة خالدة في التمهيد:
“سأظل أكتب.. ما دام في الروح سؤال، وفي العيون ظلال، وفي الذاكرة حروف لم تُقال.”
المؤلف: بين التجربة والتجديد
يملك أحمد الثقفي سيرة ثرية، حيث تقلّد مناصب عليا في الإعلام والعلاقات الثقافية، ونال شهادات مرموقة من منظمات دولية كاليونسكو ومنظمة الصحة العالمية. ومع هذا الزخم المهني، لم يتخلَ عن الحرف، بل جعله مِحوره، وذخيرته في مواجهة الضياع الإنساني.
في “صدى الحروف”: الحكاية لا تنتهي عند الصفحة الأخيرة
في نهاية الصفحات التمهيدية، يؤكد الكاتب أن الحكاية لا تُغلق عند الغلاف الأخير، بل تُترك مفتوحة، حافلة بالأسئلة:
“إنني أؤمن أن الكتابة الحقيقية لا تنتهي عند الصفحة الأخيرة، بل تبدأ منها، وأن الأدب الحق لا يُريح القارئ، بل يزرع في داخله ارتجافة، يتركه مشغولًا بالحياة، متسائلًا عن نفسه، ومندهشًا من قدراته على النجاة أو الضياع.”
الطلب والمشاركة
السلسلة متوفرة الآن ضمن ملتقى الأدباء بجدة، ويمكن طلب النسخة الأولى من العمل عبر التواصل مع الملتقى أو عبر منصة الكاتب أحمد الثقفي على وسائل التواصل الاجتماعي.