الجمعة 30 مايو 2025 09:59 مـ 2 ذو الحجة 1446 هـ
قضية رأي عام
رئيس مجلس الإدارة هشام ابراهيم رئيس التحرير محمد صلاح
×

محمد الزهار يكتب: ”زعيم مصر ” لا يهاب أحدا

الجمعة 30 مايو 2025 12:33 صـ 2 ذو الحجة 1446 هـ

محمد الزهار يكتب: "زعيم مصر " لا يهاب أحدا

منذ تولّيه رئاسة الجمهورية في عام 2014 اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي مسارًا استثنائيًا في الحكم بدا في بدايته صادمًا لكثير من المصريين إلا أن السنوات أثبتت صواب هذا المسار. وبينما كانت أبواق الاعتراض تتعالى كان الرجل يبني ركائز الدولة الحديثة وفق رؤية استراتيجية لم تخلُ من المجازفة لكنها ارتكزت على فهم عميق لطبيعة الصراع الإقليمي والدولي.

خطة الأمن أولًا… ثم التنمية

على عكس ما اعتادته مصر بعد ثورة يناير، لم يسعَ السيسي إلى حلول شعبوية ترضي الشارع سريعًا. بل وضع الأمن القومي في مقدمة أولوياته معلنًا بوضوح أن “الأمن أهم من الأكل والشرب”. عبارة صدمت البعض حينها لكنها اليوم باتت عنوانًا لمرحلة من التماسك والاستقرار.

خطته شملت تطوير الجيش تنويع مصادر السلاح إنشاء شبكة بنية تحتية عملاقة، وإطلاق مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وهي خطوات أثارت تساؤلات في حينها لكنها تحوّلت لاحقًا إلى أسباب رئيسية في صمود الدولة المصرية أمام محاولات الفوضى والانهيار.

سيناء… من أرض معركة إلى أرض آمنة

واحدة من أعقد الملفات التي تعامل معها الرئيس السيسي كانت سيناء التي تحوّلت منذ عام 2011 إلى بؤرة للإرهاب. العمليات المسلحة طالت كمائن وأقسام شرطة ومدنيين، وكان خطر الجماعات المتطرفة يهدد بتفكيك الدولة من أطرافها.

ومع ذلك، قاد السيسي واحدة من أشرس المواجهات ضد الإرهاب وتمكّن من تطهير سيناء بشكل شبه كامل وهو ما أشادت به تقارير دولية واعتبرته إسرائيل “تحولًا نوعيًا في عقيدة الجيش المصري”.

تنويع مصادر التسليح… استقلال القرار الوطني

لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام تحرّرت القاهرة من التبعية العسكرية لواشنطن. وقّعت مصر صفقات تسليح مع روسيا (صفقة السوخوي) وفرنسا (الرافال والميسترال) والصين وكوريا الجنوبية، مما أغضب الإدارة الأمريكية وأربك حسابات إسرائيل التي كانت تعتمد على انفراد واشنطن بتسليح مصر.

هذا التنوع في مصادر السلاح لم يكن فقط تعزيزًا لقدرات الجيش بل كان رسالة سياسية بأن القرار المصري لم يعد مرهونًا بموافقة البيت الأبيض.

مواقف دولية حاسمة… “لا” في وجه الضغوط

المفارقة الأبرز كانت في القدرة على قول “لا” في زمن الصفقات. ففي عز صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف بفرض شروطه حتى على دول كبرى رفض السيسي:
• تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ضمن صفقة القرن.
• إشراك الجيش المصري في الحرب على اليمن.
• عبور السفن الحربية الأمريكية دون مقابل من قناة السويس.

ولعلّ رفضه الصريح لهذه المطالب رغم التهديدات التي لحقت به من قوى دولية يعكس استقلالية القرار السياسي المصري لأول مرة منذ عقود.

تهديدات لم تزعزع الثبات

خلال سنوات حكمه تعرّض السيسي لما وصفته مصادر سياسية بـ”تهديدات مباشرة” من الولايات المتحدة وإسرائيل تراوحت بين التهديد باغتياله أو الضغط لإبعاده عن الحكم. لكن المثير أن الرجل لم يتراجع بل صرّح علنًا:
جربوا تلمسوا حدود مصر وشوفوا هنعمل فيكم إيه

الوعي الشعبي… العمود الفقري

اليوم، وبعد ما يقرب من عقد من الزمان أدرك كثير من المصريين أن القرارات التي بدت صادمة في وقتها كانت صمام أمان لبقاء الدولة. فهموا أن المعركة لم تكن على رغيف الخبز فقط بل على بقاء الدولة نفسها.

الشعب المصري أثبت، مرة أخرى أنه حين يلتف حول قيادته تصبح مصر عصية على السقوط ويستحيل على أي قوة خارجية أن تُخضعها أو تملي شروطها.

في الختام…

الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد رئيس تقليدي بل هو رجل مخابرات اختار أن يحكم بمنهج استباقي يقرأ المخاطر قبل أن تقع ويتحرك وفق خريطة مصالح عليا. وربما لهذا السبب فقط، باتت القاهرة اليوم أقوى وأصدق صوتًا وأكثر صلابة في مواجهة العواصف.

تحيا مصر… ويحيا قائدها وجيشها وشرطتها وكل أبناءها الأوفياء