قضية رأي عام

الرسوم المتحركة قد تؤثر سلبا على حياة الطفل

الجمعة 3 أكتوبر 2025 10:21 صـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
الرسوم المتحركة قد تؤثر سلبا على حياة الطفل

أفادت فيرا نيكيشينا، مديرة معهد علم النفس السريري والعمل الاجتماعي، أن انتشار الصور السلبية والعدوانية، والمخلوقات الغريبة، والوحوش، يُولّد لدى الطفل نمطا عاطفيًا سلبيا.

وأشارت نيكيشيناإلى أن الهيمنة المتزايدة لمثل هذه الصور في المحتوى الموجّه للأطفال لا تقتصر على خلق بيئة عاطفية سلبية فحسب، بل تُضعف أيضًا فهم الطفل للقيم الأخلاقية وقواعد التفاعل الاجتماعي. فكثيرًا ما تُقدّم الشخصيات الرئيسية في هذه الأعمال نماذج سلوكية خاطئة، حيث تُحلّ النزاعات بالعنف أو الخداع، وتُهمَل المبادئ الإنسانية الأساسية.

وأضافت أن أحد أخطر جوانب هذه الظاهرة يتمثّل في تشويه الصور النمطية المتعلقة بالعلاقات بين الجنسين. فغالبًا ما تُصوَّر الشخصيات النسائية على أنها تابعة للرجال أو مفرطة في العاطفية، بينما تُقدَّم الشخصيات الذكورية ككائنات قوية ومستقلة تمامًا. ويؤدي هذا التمثيل المتحيّز إلى ترسيخ تصورات خاطئة حول المساواة بين الجنسين، وقد يزرع لدى الأطفال منذ الصغر صورًا نمطية تؤثر لاحقًا على نظرتهم إلى الأدوار الاجتماعية.

وأظهرت دراسات عديدة أن الأطفال المعرضين باستمرار لمحتوى إعلامي عنيف أو مشبع بالصور النمطية السلبية يميلون أكثر إلى اتخاذ سلوكيات عدوانية، ما يعزّز لديهم عادات وتوجهات اجتماعية سلبية تجاه الآخرين.

وفي ختام حديثها، شدّدت نيكيشينا على أن "تكرار مشاهدة الصور السلبية — كالوحوش والمخلوقات المشوهة والتصرفات العدوانية — يُرسّخ نمطًا عاطفيًّا سلبيًّا لدى الطفل. أما الصور الجميلة واللطيفة والودودة، فهي على العكس تمامًا، تُعزّز النمط العاطفي الإيجابي. وبما أن الأطفال يميلون إلى تكرار مشاهدة محتوى معين، وغالبًا ما يرتبطون بصورة أو شخصية معيّنة، فإن هذه الصورة تصبح جزءًا من تكوينهم النفسي، وقد تؤثر فيهم إيجابًا أو سلبًا طوال حياتهم