قضية رأي عام

محافظ الغربية يترأس اجتماعا موسعا بديوان عام المحافظة لمناقشة خطط تطوير التكتلات الاقتصادية ضمن مشروع الاتحاد الأوروبي واليونيدو

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 02:20 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
محافظ الغربية يترأس اجتماعا موسعا بديوان عام المحافظة لمناقشة خطط تطوير التكتلات الاقتصادية ضمن مشروع الاتحاد الأوروبي واليونيدو

29 قرية من الغربية على خريطة الإنتاج العالمي.. واختيار المحلة الكبرى للمنسوجات وشبشير الحصة لعسل النحل كنماذج رائدة للتكتلات الاقتصادية

الغربية احمد فتحي

ترأس اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية اجتماعًا موسعًا بديوان عام المحافظة لمناقشة خطط تطوير التكتلات الاقتصادية ضمن مشروع “دعم الاتحاد الأوروبي للتجارة والصناعة والنمو والوصول السريع إلى الأسواق – تجارة”، المنفذ بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”، وذلك بحضور الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ والسيد/ جاكومو بوجو، ملحق ومدير برامج التجارة والاستثمار والتحول الرقمي ببعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، والسيدة/ إيبي موسكيالي، مديرة مشروع “تجارة” ومسؤول التنمية الصناعية بمنظمة الامم المتحدة ، إلى جانب ممثلين عن وزارات الصناعة، والتنمية المحلية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولي، فضلًا عن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، جاء ذلك بحضور اللواء أحمد أنور السكرتير العام للمحافظة،النائب محمود الشامي عضو مجلس النواب.

وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور أحمد كمال، المسؤول الوطني لمشروع “تجارة” بمنظمة اليونيدو، التكتلات الاقتصادية التي وقع عليها الاختيار بمحافظة الغربية، وفي مقدمتها تكتل الملابس الجاهزة والمنسوجات بمدينة المحلة الكبرى باعتبارها قلعة الغزل والنسيج على مستوى العالم، وتكتل عسل النحل بقرية شبشير الحصة كنموذج متفرد في هذا المجال.

وأكد محافظ الغربية أن المحافظة تمتلك ميزة تنافسية فريدة تتمثل في وجود 29 قرية منتجة، كل منها وحدة اقتصادية متكاملة تحمل منتجًا مميزًا قادرًا على المنافسة محليًا وعالميًا. وشدد على أن هذه القرى ليست مجرد تجمعات سكانية، وإنما مصانع طبيعية للإبداع والإنتاج، موضحًا أن محافظة الغربية تضم شبشير الحصة المتخصصة في صناعة عسل النحل، ودفرة التي تشتهر بصناعة الشبابيك والأبواب، وشقرف التي تميزت في صناعة الليد، وبرما التي تعد مركزًا للإنتاج الداجني، ومحلة مرحوم في مجال المنسوجات الحريرية، والدواخلية التي عرفت بإنتاج السجاد اليدوي، ومحلة أبو علي في صناعة المفروشات، وشبرا بلولة التي تصدر عجينة الياسمين إلى كبرى دور العطور العالمية، وإبشواي الملق التي تعمل في تجميع الألبان وإنتاج اللحوم، والعتوة البحرية والقبلية المتخصصة في كسارات البلاستيك، وبلتاج التي تنتج الأعلاف الحيوانية، وكفر ميت الحارون التي اشتهرت بصناعة الكاوتش، والسملاوية المتخصصة في صناعة الصابون السائل، وشبراملس التي تنتج الكتان وتستخلص الزيوت، وكفر عنان التي تمتلك مصنعًا للسجاد الشرقي، وكتامة التي تعد من أبرز القرى المنتجة للأثاث، والفرستق ومحلة اللبن اللتين برزتا في صناعة الفخار والبويات، والحداد المتخصصة في المصنوعات الجلدية، وشبراتنا التي تشتهر بالمخللات، والجعفرية التي عرفت بصناعة الأثاث، ومسهلة التي تعمل في تقطيع الأخشاب، وبلاي وميت يزيد وشنراق التي رسخت مكانتها في إنتاج وصناعة الزبيب، وميت هاشم وكفر العزيزية المتخصصتين في الكتان، والراهبين والناصرية اللتين حافظتا على ريادتهما في صناعة النسيج.

وأوضح المحافظ أن ما يميز تجربة الغربية هو الاستثمار في الإنسان أولًا، ثم تطوير الصناعة وتوسيع أسواقها، مشيرًا إلى أن خطة المحافظة ترتكز على التدريب والتأهيل وفتح قنوات جديدة للتسويق والمعارض المحلية والدولية، فضلًا عن تقديم الدعم الفني والحلول العملية لتذليل أي عقبات قد تواجه الحرفيين وأصحاب المشروعات الصغيرة. وأضاف أن الغربية أصبحت نموذجًا متكاملًا للتنمية الاقتصادية المحلية القائمة على التكامل بين الزراعة والصناعة والتصدير، مؤكدًا أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيدو تمثل خطوة محورية لفتح آفاق أوسع أمام الصناعات القروية وتحويلها إلى علامات مسجلة على خريطة الإنتاج المصري والعالمي.

ومن جانبهم، أعرب أعضاء وفد الاتحاد الأوروبي واليونيدو عن تقديرهم العميق للتجربة الرائدة التي تشهدها محافظة الغربية في دعم الصناعات القروية والتكتلات الاقتصادية، مشيرين إلى أن ما لمسوه خلال الزيارة يعكس حجم الجهد المبذول على أرض الواقع لتحويل القرى إلى وحدات إنتاجية متخصصة تحمل هوية صناعية واضحة. وأشاد السيد/ جاكومو بوجو والسيدة/ إيبي موسكيالي بما حققته الغربية من إنجازات جعلت 29 قرية بمثابة علامات مسجلة على خريطة الإنتاج المصري، مؤكدين أن ما يميز التجربة ليس فقط تنوع المنتجات ما بين الغزل والنسيج والأثاث والكتان وعجينة الياسمين والزبيب والعسل والسجاد اليدوي، وإنما كونها نموذجًا متكاملًا يضع الإنسان في قلب التنمية ويمنحه الأدوات والفرص لاقتحام الأسواق العالمية. كما أكد الوفد أن هذه التجربة الملهمة قادرة على أن تكون نقطة انطلاق نحو تعميم الفكرة في مختلف المحافظات المصرية، وأن ما يحدث في “عروس الدلتا” يعكس بوضوح كيف يمكن للتنمية المحلية أن تتحول إلى مشروع وطني يلقى صدى واهتمامًا دوليًا واسعًا.