قضية رأي عام

تقرير الطب الشرعي حول وفاة أحمد الدجوي

الأربعاء 10 سبتمبر 2025 11:10 صـ 17 ربيع أول 1447 هـ
تقرير الطب الشرعي حول وفاة أحمد الدجوي

أظهر تقرير صادر عن مركز فني متخصص في الطب الشرعي أن وفاة الدكتور أحمد الدجوي لم تكن نتيجة انتحار، بل تحمل دلائل تؤكد وجود شبهة جنائية.

نشر عمرو الدجوي، شقيق رجل الأعمال الراحل الدكتور أحمد محمد شريف الدجوي، نسخة من تقرير رسمي صادر عن المركز الاستشاري الفني للطب الشرعي – قسم أبحاث العلوم الجنائية، برئاسة الدكتورة منى الجوهري، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعي بجامعة طنطا، يتناول ظروف وملابسات وفاة شقيقه، الذي عُثر على جثمانه داخل فيلته بمدينة 6 أكتوبر

وجاء في التقرير أن معاينة مسرح الحادث والصور الفوتوغرافية المرفقة كشفت عن تناقضات واضحة مع فرضية الانتحار، وأن معطيات الوفاة تحمل طابعًا جنائيًا لا لبس فيه، تم التوصل إليه عبر فحص دقيق لمجموعة من الشواهد التشريحية والفنية.

وتبيّن من المعاينة أن الجثمان كان في وضعية الجلوس على كرسي داخل غرفة الملابس، في حين وُجد السلاح الناري إلى يسار الكرسي، بالرغم من أن الراحل كان أيمن اليد، وهو ما يتعارض منطقيًا وتشريحيًا مع وقوع الانتحار بهذه الطريقة.

وأشار التقرير إلى وجود آثار دماء على اليد اليسرى وأسفل الساعد الأيسر، بينما خلت اليد اليمنى المسيطرة من أي آثار دموية. كما أظهرت التحاليل وجود كثافة كبيرة لبقايا البارود على اليد اليسرى مقارنة باليمنى، وهو ما اعتبره الفريق الاستشاري دليلًا قويًا على استخدام اليد غير المسيطرة في إطلاق النار بمساعدة طرف آخر.

تقرير الطب الشرعي حول وفاة أحمد الدجوي يكشف تفاصيل جديدة

أما من ناحية مسار الطلقة، فقد أوضح التقرير أن فتحة الدخول كانت من داخل الفم، وخرج المقذوف من أعلى الرأس على الجانب الأيمن من الخط المنصف، وهو ما لا يتطابق مع النمط التشريحي المعتاد في حالات الانتحار التي تتم عادة بطلقات ذات اتجاه صاعد إلى الخلف أو مائل نحو أسفل الرقبة. كما غابت عن فتحة الدخول مؤشرات التلامس المباشر بين فوهة السلاح وتجويف الفم، مثل السواد البارودي المكثف أو الحروق العميقة، وهي من السمات النمطية في الحالات المماثلة.

وفي تعليق مرفق، أوضح عمرو الدجوي أن شقيقه لم يكن يعاني من أي أمراض نفسية أو تاريخ من السلوكيات الانتحارية، بل كان في حالة طبيعية ويتجه لحضور اجتماع مع أحد المستشارين يوم الحادث، وكان بكامل أناقته ومرتديًا حذاءه وعطره، وهو ما تم تأكيده في التحريات الأولية التي أجرتها الجهات المعنية فور العثور على الجثمان.

أضاف أن الفقيد كان فقط يتناول أدوية خاصة بتنظيم ضربات القلب وبعض المنومات، دون وجود أي آثار لأدوية نفسية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الذهان.

كما كشفت التحريات عن وجود كسر في زجاج خزانة الأحذية داخل الفيلا، إضافة إلى وجود أنسجة بشرية وفروة رأس ملتصقة بسقف الغرفة، وهي مؤشرات اعتبرها التقرير دليلًا على احتمال وجود أكثر من مقذوف أو وقوع الحادث وفق سيناريو مغاير لما تم تداوله رسميًا.

واختتم التقرير نتائجه بالتأكيد على أن الوفاة لا يمكن اعتبارها انتحارًا، بل إن الشواهد الطبية والجنائية التي تم توثيقها ترتقي بها إلى مصاف الجريمة الجنائية الواضحة، مستندًا إلى أكثر من أحد عشر دليلاً علميًا وشرعيًا، شملت موقع السلاح، اختلاف توزع البارود بين اليدين، مسار الطلقة غير المعتاد، وغياب العلامات التشريحية المرتبطة بالانتحار، إلى جانب ما وُثق من سلوكيات وتصرفات معتادة للمتوفى قبل الحادث.

وطالبت أسرة أحمد الدجوي، استنادًا إلى التقرير، بفتح تحقيق شامل وعاجل لإعادة النظر في ملابسات الوفاة وإعادة فحص الأدلة الجنائية كافة، من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة وتحقيق العدالة