• الرئيسية
• فن

تمر اليوم ذكرى رحيل أحد أبرز نجوم الكوميديا، الفنان الكبير محمد شرف، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 27 يوليو 2018، بعد صراع مرير مع المرض، تاركًا وراءه تاريخًا فنيًا عظيمًا من الأعمال التي أسعدت قلوب الملايين.

ولد محمد شرف في مدينة الإسكندرية عام 1963، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984. لم يكن طريقه إلى النجومية مفروشًا بالورود، لكنه سار فيه بإصرار ومثابرة، مؤمنًا أن للموهبة الصادقة طريقًا مهما طال، وأن البصمة لا تُقاس بحجم الدور، بل بعمقه وتأثيره.

رغم أن أغلب أدواره كانت ثانوية أو مساندة، إلا أنه كان أحد أولئك القادرين على سرقة الأضواء بخفة ظل فطرية وتلقائية نادرة. لم يكن يحتاج إلى كلمات كثيرة، فتعابير وجهه ونبرات صوته وحضوره الطاغي كانت كفيلة بأن تخلق لحظة خالدة في ذاكرة الجمهور. كان يمثل الإنسان البسيط، الطيب، الذي نراه في الشارع والمقهى والمواصلات، لكنه يقدمه بروح لا تشبه أحدًا.

شارك محمد شرف في عدد كبير من الأعمال السينمائية التي بقيت محفورة في الذاكرة، منها: فيلم "عسكر في المعسكر"،فيلم "ظرف طارق"، فيلم "آسف على الإزعاج"، مع النجم أحمد حلمي،جعلتني مجرما ، صباحوا كدب.

كان محمد شرف أحد أولئك الذين لم تكن الكاميرا تبحث عنهم في بداية مشوارهم، لكنهم أجبروها لاحقًا على أن تلتفت، لا لأنهم سعوا وراء الشهرة، بل لأنهم أحبوا الفن بصدق، وأعطوه من روحهم دون قيد أو شرط.

ورغم ما عاناه من متاعب صحية في سنواته الأخيرة، حيث أُجريت له عملية قلب مفتوح وتدهورت حالته لاحقًا، ظل محافظًا على ابتسامته وروحه المرحة حتى اللحظة الأخيرة. لم يشكُ، لم يتذمر، بل كان يواجه ألمه بنفس الابتسامة التي كان يهديها لجمهوره على الشاشة