قضية رأي عام

الرد علي الشماتة في وفاة المستشار شعبان الشامي

الأحد 11 مايو 2025 08:46 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
شعبان الشامي
شعبان الشامي

*حرمة الشماتة في الموت: رسالة إلى الشعب المصري العظيم*

يا أبناء مصر الأبية،

في هذه اللحظات التي يخيم فيها الحزن على قلوبنا لرحيل المستشار الجليل شعبان الشامي، نستذكر وإياكم قيمة إنسانية ودينية عظيمة: *حرمة الشماتة في الموت*.

لقد كان الفقيد قامة قضائية خدمت الوطن، ورحيله يمثل خسارة. وفي خضم هذه المشاعر، قد يظهر من بين أهل الشر والضغينة من تسول له نفسه الشماتة والفرح بموت الآخرين. إن هذا السلوك يعكس خبثًا في الطوية ومرضًا في القلب، ويتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية.

إن الشريعة الإسلامية وإن نهت عن الشماتة، فإنها تعلمنا أيضًا كيف نتعامل مع أهل البغي والعدوان. لا يجوز لنا أن ننزل إلى مستواهم أو أن نرد الإساءة بالإساءة المشابهة. بل الواجب علينا أن نظهر سمو أخلاقنا وعلو قيمنا، وأن ندعو لهم بالهداية ونسأل الله أن يكفينا شرورهم. قال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

إن الرد الحقيقي على الشامتين ليس بالانجرار إلى وحلهم، بل بالتمسك بقيمنا، وإظهار وحدتنا وتكاتفنا، والترفع عن الصغائر. موت الفقيد مناسبة للتأكيد على أصالة معدن الشعب المصري وقدرته على تجاوز المحن والارتقاء فوق كل أشكال التعصب والضغينة.

علينا أن نعتبر من هذه اللحظات، وأن نتذكر أن الموت هو مصيرنا جميعًا، وأن الأولى بنا أن نفكر في آخرتنا ونسعى لعمل صالح ينفعنا بعد رحيلنا. الشماتة تلهي عن هذا التفكير العميق وتزرع بذور الكراهية والفرقة في المجتمع، بينما الترفع عن صغائر الأمور والتركيز على المشترك يقوي نسيجنا الوطني.

يا أبناء مصر الكرام، فلنجعل من هذه اللحظة مناسبة للتأكيد على وحدتنا وقيمنا النبيلة. لنتجاوز أي خلافات أو أحقاد، ولنتذكر أننا جميعًا شركاء في هذا الوطن، تجمعنا روابط الأخوة والإنسانية. فلندعُ للمستشار الراحل بالرحمة والمغفرة، ولنتعظ برحيله، ولننبذ كل أشكال الشماتة والتشفي، ونتعامل مع أهل الشر بالحكمة والدعاء.

*عاشت مصر قوية متماسكة بأخلاق أبنائها.*